20 إبريل 2011م
تقاطرت حشود الشباب الإريتري القاطن بأديس أبابا من لاجئين ومقيمين إلى باحة فندق قنت العتيق صباح اليوم الأربعاء العشرين من إبريل 2011م تلبية للدعوة التي وزعتها اللجنة المنظمة في الأيام الماضية . وبدأت الفعالية بالترحيب بالحضور من الشباب المشارك والقوى السياسية الإريترية والضيوف المدعوين. وعقب ذلك إجراء وقفة حداد لدقيقة واحدة وإشعال الشموع على أرواح ضحا يا مركبي الموت بعرض البحر الأبيض المتوسط ، ومن ثم تليت كلمة الوقفة الإحتجاجية التي أعدتها اللجنة المنظمة بالعربية والتقرنية والإنجليزية .
وتضمنت الكلمة نبذة تاريخية عن النضال الإريتري، وتعديدا لأوجه التداعيات التي تعيشها البلاد تحت قبضة السلطة القهرية، والتي وصفتها الكلمة بالسلطة التي لا مثيلة لها في عالم اليوم، وما تنهجه من إنتهاكات وإستباحات صارخة لحقوق الإنسانية ومعايير الديمقراطية، وإنعدام الحريات بكافة صورها، والإختطافات والإغتيالات والتغييب دون مبرر أو حكم قضائي في المعتقلات، وعسكرة الشباب والمجتمع، وإحتكار النشاط الإقتصادي لصالح شركات السلطة، وإنتهاك حرية التعليم وقصره على معاهدها غير المؤهلة أكاديميا وعمليا، وإنتهاك حرمة المؤسسات الدينية وحرية المعتقد، وممارسة التمييز بين مكونات الشعب الإريتري، وإنتشار المجاعة والفقر واللجوء بين سكان البلاد، وتحول البلاد إلى بؤرة راعية للإرهاب بدل إنتهاج سياسة خارجية تقوم على رعاية المصالح الدائمة للشعب الإريتري، والتعاون مع دول وشعوب الجوار وبما يحقق التنمية والسلام والإستقرار في المنطقة .
وأوضحت الكلمة أن محصلة ذلك تمثلت في طغيان القمع السياسي، وفرض العبودية المستترة على الشعب الإريتري، ما جعله عرضة للتفكك الإجتماعي والأسري ، ويدفع بشبابه إلى مغادرة وطنه، والبحث عن مستقر آمن ، ومهما كانت التضحيات والمآزق التي يتعرض لها جراء ذلك، والتي كان آخرها فاجعة البحر الأبيض المتوسط .
وأمام هذا الوضع جاء في الكلمة أن الشباب واللاجئؤن الإريتريون يعلنون للمجتمع الدولي من دول فاعلة ومنظمات وهيئات ذات صلة بواقعهم، أن دافعهم الأساسي للخروج والهجرة عن بلادهم ، إنما هو نتاج قهر سياسي وإجتماعي وثقافي ، وليس بهدف البحث عن تحسين وضعهم الإقتصادي، داعين للتعامل معهم على هذا الأساس. كما تضمن الكلمة مناشدة المجتمع الدولي لتعزيز العقوبات المفروضة على رموز السلطة القهرية حتى تعدل من نهجها الجاري بالبلاد ، وتلتزم معايير شرعة حقوق الإنسان ، وكل المواثيق والإتفاقيات الملزمة في هذا الشأن . وطالبت المجتمع الدولي وهيئاته ذات الصلة لإنقاذ اللاجئين الإريتريين من الأوضاع المأساوية التي يعيشونها بدول الجوار الإريتري، وحيثما تواجدوا . كما نددت الكلمة بممارسات سفارات السلطة في الخارج ، والتي أعلنوا أنها لا تمثل ولا تنتمي للشعب الإريتري الذي يعاني الأمرين تحت سطوة السلطة التي تمثلها .
هذا وقامت اللجنة في الأيام الماضية بتوزيع نص الكلمة التي عنونت بـ (كفى) للهيئات الدبلماسية ومقار الهيئات الدولية والإقليمية والمراكز الإعلامية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
ثم دعت اللجنة المنظمة كافة الحضور إلى المشاركة بتقديم آرائهم ومقترحاتهم ، حيث أجمع المتحدثون على ضرورة رص صفوف كافة المكونات الإريترية من سياسية ومجتمعية وفئات للعمل من أجل خلاص إريتريا من نير قبضة السلطة ، داعين إلى النضال بكل الوسائل المتاحة للتعجيل برحيل السلطة الباغية، وتقديم أزلامها إلى المحاكم الوطنية والدولية عن جرائمهم المرتكبة بحق الشعب الإريتري. ودوت القاعة بالهتافات الداوية التي طالبت برحيل الطاغية وأزلامه ، وبناء إريتريا العدل والمساواة والسلام .
@ مشاهد ولقطات :_
- بلغ الحضور أكثر من خمسمائة مشارك غالبيتهم العظمى من شباب الجنسين ، من لاجئين وطلاب ، وغصت بهم قاعة المؤتمرات الفسيحة بالفندق، ويعد هذا أضخم حشد إريتري شهدته العاصمة الإثيوبية.
- شاركت القوى السياسية في الفعالية وتقدمها رئيس المكتب التنفيذي للتحالف المناضل تولدي قبري سلاسي وأعضاء المكتب التنفيذي ، وبقية القوى السياسية ، وبعض أعضاء سكرتارية المفوضية الوطنية للتغيير الديمقراطي .
- لبى عدد من ممثلي الهيئات الدعوة ، حيث تواجد أكثر من خمسة ممثل لها.
- جرت تغطية الحدث إعلاميا من بعض المراكز الإعلامية العالمية، وكذلك من إعلام التحالف الديمقراطي الإريتري.
- زينت القاعة بنحو عشر شعارات بالعربية والتقرنية والإنجليزية عبرت عن محتوى الكلمة، وشعارات المرحلة النضالية الجارية، وإستمرت الفاعلية زهاء ثلاثة ساعات