خواطر على متن طائرة .... مصيبة اسمها المجاملة
اولا وبعد غياب طويل اعود لكم لألتقيكم من جديد لأعنرف لكم جميعا اننى افتقدتكم كثيرا فى فترة غيابى عنكم .. وما كانت اسباب غيابى الا ظروف عابرة منعت دونى ومشاركتى لكم ولكن هآنذا اعود اليكم يتجاوزى لى تلك الظروف. فهذه هى اول مشاركة استهل عبرها تواجدى معكم بعد عودتى من استكهولم عاصمة السويد. وبهذا المناسبة لا اريد ان تفوتنى الفرصة لأبلغكم تحايا الآهالى هناك لكم جميعا حيث يقروكم السلام النابع من القلب الى القلب. كما استهل الفرصة هنا ايضا ان اشكرهم هم ايضا عبر هذه الأحرف القليلة لحفاوة الأستقبال وكرم الضيافة الذى وجدته منهم ... قائلا لهم والله حرارة استقبالكم لى هى التى ساعدتى فى التغلب على برودة طقسكم الممزوج بسقوط الثلوج وتراكم الجليد. فلهم ولكم هذه الخواطر التى كانت تنتابنى وانا على متن الطائرة التى تقول فيها:
فى اشراقة شمس لم اتعودها فى ايام مارس ودعت ابواب منزلى بعد ان تأكدت من احكام اغلاقها متجها الى مطار امستردام الذى سأودعه هو الآخر مؤقتا متمنيا ان ترسى بى الطائرة بسلام فى مطار استوكهولم. جلست فى مقعدى بالطائرة لأول مر والدموع ترقق فى عيناى وانا اودع امستردام فى رحلة قصيرة. وجدت فجأة مكبل بذكريات الوداع فى كل رحلاتى فى الماضى التى هى ليست بقليلة . توفقت كثيرا عند لحظة هذه الوداع كثيرا بالذات لأن طقوس الوداع هذه المرة كانت مختلفة وفى كل شئ . حتى آخر اسماكى التى تعودت توديعها ببضعة دقائق قبل مغادرتى لمنزلى ولو حتىوقت ذهابى للعمل وجدتها قد سبقت وداعى وللأبد و دون اى سابق اى انذار فى لبلة سفرى حيث وجدتها قد ودعت الحياة وللآبد. فبدأت اقلب صفحات الذكريات وصفحات السفريات والعودة بكل ما كانت تحمله تلك اللحظات من سعادة وافراح او مآسات. كدت ان اغرق فى بحور تلك الذكريات لولا انقاذ المضيفة لى سائلة ماذا تريد ان تشرب سيدى. اجبت : شكرا . غادرتنى هى الأخرى شاكرة لى معتقد’ةً اننى شكرتهالأننى لا اريد ان اتناول شئ. لم استطيع ان اتفوه بكلمة حيث وجدت نفسى فى وضع لا يحسد عليه. فذهبت فى طريقها لخدمة بقية المسافرين وانا اتحسر لأننى اكاد ان اموت عطشا ولم استطيع ان اتجرأ ان اقول لها بل اريد ان اشرب كوب عصير تفاح الذى تعودت شرابه فى كل رحلة جوية حتى اصبح هذا العصير رفيق من رفاق رحلاتى الجوية.
حاولت ان اتشجع وان اناديها من جديد ولكن وجدت نفسى مكبلا وقد جف الكلام على لسانى واتصارع مع نفسى وانا اتمتم بكلمات لا اعرف معانيها ........ وجدت نفسى اردد قائلا كبريائك لا يسمح لك بذلك .. لا ... لا ... لن تطلب منها كوب ماء او عصير ولو حتى ستموت عطشا. كبرياء!!!!!!!!!!؟ نعم كبرياء يارجل .... اى كبرياء هذا الذى يمنعنى ان اقول لتلك المضيفة فى ان اقول لها ما اريد واوضح لها ما اقصد عندما شكرتها. هكذا وجدت نفسى اتصارع مع كلماتى وعطشى حتى اعلن كابتن الطائرة اننا نحلق على اجواء مطار ارلاندا بأستكهولم وحينها افقت من غيبيوتى ووعدت الى رشدى وتأكدت اننى كنت تحت تأثير مخدر المصيبة التى اسمها المجاملة . اووووووف من المجاملات متى ستحاربها.