اولاً اقدم اعتذارى سلفا للأطالة فى الموضوع واتمنى الا تملو من قرائته
لماذا هذه السلبية عند شبابنا ؟ سؤال لم يفارقنى منذ انتهائى من قراءة رسالة كانت قد وصلتنى منذ يومين من شخص عزيز اكن له احترام كبير وتقدير فائق الحدود لما يتمتع به من طموح دؤؤب دائم من دون اى ملل اوكلل رغم سلبية الشباب الذى حوله.
لعهدى بطموحها الدائم ونظرتها المتفائلة الواسعة الأفق وتفكيرها الأيجابى وكذللك لما تمتع به من ذكاء خارق منذ نعومة اظافرها، حال دونى والتركيز والأنتباه فى بداية الأمر لملاحظاتها الدقيقة تلك فى رسالتها القصيرة التى تناولت فيها بموضوعية وتحليل منطقى للسلبية التى نالت اكلها من الشباب، بالرغم من ان الموضوع الذى طرحته موضحةً فيه اشكال تلك السلبية التى تتمثل فى عدم تفاعله الأيجابى كبقية شباب العالم من الجنسيات والدول الأخرى مع كل ما يدور حوله من تطور تكنولوجى وعلمى وتمرد ثورى على الجهل و التهميش والتخلف واسباب الفقر والفاقة والحرمان وذلك من اجل القيام بدورهم الطبيعى فى المجتمع كشباب طموح يساهم بحيوية ووعى فى المياديّن العملية والعلمية من اجل الأرتقاء اولا بتحسين مستوى الحصيلة العلمية الشخصيه للشباب بعينه و التى لا محال ستساهم بدورها تبعا لذلك فيما بعد فى تحسين المستوى المعيشى الفردى ثم الجماعى والوطنى والعالمى.
ولكن عند اعادتى لقراءة الرسالة مرة اخرى حيث كنت احتاج الى معلومةٍ ما، كانت وردت فى رسالتها مررت مجددا فى قراءة الملاحظة التى وقفت عندها طويلا وبدأت اقرأها من جديد و اردد عباراتها التى قالت فيها : (وعندى ملاحظه يا صابر:
من خلال وجودى فى المجتمع الارترى فى كل مكان، بمعنى فى اى بلد لم اجد اى تحمس من الشباب الأرترى فى اى شىء للاسف الشديد. وليس فى مجال الكمبيوتر بل فى كل النشاطات،
للاسف بمرور الوقت يقتلوا فيك الحماس فى اى شى حتى فى الابداع
حينها احسست بخطورة الموضوع اكثر من اى مرة مضت وتأكدت ان الموضوع لا يقل خطورة من خطورة الفيروسات والبكتريا القاتلة التى ازعجت العالم فى الأيام القلية الماضية مما جعلها ان تأخذ نصيب الأسد فى احاديث الناس ووسائل الأعلام. ولكن وبكل صدق وصراحة لم يزعجنى خطورة سلبية الشباب بقدر ما ازعجتنى النبرة التى خاطبتنى بها فى رسالتها. فلأول مرة احس بلغة الأحباط وخيبة امل شديد فى كلماتها وهى ذلك الشخص الصلب القوى المتفائل الطموح الذى كنت استمد قوة الأرادة والتحدى منه . فبدأ الأمر يخيفنى وبدأ الخوف ينتاب كل مشاعرى واحاسيسى وتفكيرى ... قد فارقنى النوم وفارقته منذ آخر لحظة قرأت فيها تلك الملاحظة الفظيعة. فلم تخفينى فظاعة ملاحظتها التتى كانت تتحدث فيها عن سلبية الشباب . فهذا امر بات واضح للجميع. ولكن الفظاعة والخوف يكمن فى ان النبرة التى تحدث بها ذلك الشخص الذى عهدته قويا فى الطموح وحاملا سلاح الأمل والتفانى دائما فى اى مكان ذهب اليه او تواجد فيه، فقسوة الحياة لم تكن لتنال من عزيمته واصراره وصموده ، بل كل صعوبة من صعوبات الحياة تعترى طريقه، كان يخرج منها اكثر صلابة واستعداداً فى التحدى والمواجهة ومن ثم النصر .
خوفى هذا جعل منى ابحث وابحث فى المراجع والكتب عن اسباب سلبية الشباب بصفة عامة فتحصلت على بعض المعلومات التى من خلالها اعتقد ان وجدت بعض الأسباب اما بقية الأسباب فهى لديكم ظن فدعونا اذن نناقش هذا الموضوع بجدية لعل شبابنا يخرج من هذه السلبية ولكم فى السطور القادمة بعض لأسباب التى اعتقد انا انها عامل من عوامل السلبية وهى:
أنا أرى بأن أحد الأسباب القوية وراء هذا السلوك هو أن بعض هؤلاء يمتلكون طاقات ، ولكن أحدا لم يساعدهم على استخراجها وتفعيلها بشكل إيجابي في سبيل نهضة أمتهم ، لذلك بقيت مكبوتة ومهدرة ، فولدت السلبية عند أصحابها ، والمسئولية تقع – من وجهة نظري – على جهات ثلاث .
أولى هذه الجهات هي البيت الذي نشأ فيه صاحب هذه الموهبة ، فبعض الأسر لا تهتم باكتشاف وتنمية مواهب أولادها وتفجيرها في وقت مبكر ، مما يؤدي إلى تأخر استفادة الأمة من صاحب هذه الموهبة ، أو ربما لا تستفيد منه أصلا ببقائه منعزلا عن تيار الحياة . كما وأنها لا تعينهم ولا تساعدهم في اصطحاب ذوي الهمم العالية ، فالصاحب ساحب ، وأخلاقه تعدي...
وثاني هذه الجهات هي الشخص نفسه صاحب هذه الموهبة والطاقة المكبوتة ، فأحيانا تكون المشكلة فيه هو نفسه ، لكسله ،وعدم صدقه في الأخذ بالأسباب ، اعتمادا منه على الأماني والأحلام ... أو لعدم كونه من ذوي الهمم الهالية ، أو لكونه يئوسا متشائما ، فإذا سد في وجهه باب اسودت الدنيا في عينيه ، وجلس في داره حزينا ، لا يعيد الكرة إلا بعد وقت طويل ، وكل هذا من عمره وعمر الأمة !! ..
أفنيت يا مسكين عمرك = بالتأوه والحزن
وقعدت مكتوف اليد = ين تقول حاربني الزمن
ما لم تقم بالعبء = أنت فمن يقوم به إذن
وأما الجهة الثالثة فهي المجتمع ، فبعض المراكز والجمعيات والمؤسسات ... ليس لديها ذكاء أو حكمة في استخراج أحسن ما عند الأفراد من طاقات ومواهب وكفاءات ، بل إنهم في كثير من الأحيان يثبطون ذوي الهمم والمواهب ، مما يجعلهم ينفرون من العمل معهم !! .