القبض على رئيس ساحل العاج

القبض على رئيس ساحل العاج



غباغبو محاطاً بجنود خصمه وتارا كما ظهر على تلفزيون ساحل العاج بعيد اعتقاله امس (أ ف ب)
غباغبو وعائلته في قبضة وتارا في انتظار المحاكمة
سفير ساحل العاج في الأمم المتحدة: العملية نفذتها القوات العاجية وغباغبو في صحة جيدة
كلينتون: رسالة إلى الدكتاتوريين مفادها أن عليهم عدم تجاهل أصوات شعوبهم
أسدل الستار أخيرا على أزمة سياسية وأمنية عاصفة عاشتها ساحل العاج، بسبب النزاع بين الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو والرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا، الذي فاز في الانتخابات ولم يعترف بها الأول، وبقي متشبثا بمنصبه حتى اعتقل أمس.

بعد أزمة دامية تلت الانتخابات في ساحل العاج، واستمرت أكثر من أربعة أشهر، وفي أعقاب ضربات وجهتها القوات الفرنسية وقوات الأمم المتحدة إلى المقر الذي تحصن فيه الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو، رافضا الاستسلام، تمكنت قوات الرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا أمس من اعتقال غباغبو.
وأعلن سفير فرنسا في ساحل العاج جان مارك سيمون أن 'القوات الجمهورية في ساحل العاج (الموالية لوتارا) اعتقلت لوران غباغبو'، بينما ذكرت المتحدثة باسم وتارا ان الرئيس المنتهية ولايته وزوجته سيمون وابنهما ميشال وصلا الى فندق غولف، المقر العام لوتارا في العاصمة الاقتصادية أبيدجان، بعيد اعتقالهم.
وأعلن سفير ساحل العاج في الأمم المتحدة يوسف بامبا أن غباغبو 'في صحة جيدة'، وسيحال إلى القضاء لمحاكمته على الجرائم التي ارتكبها.
وقال بامبا إن العملية التي ادت الى اعتقال غباغبو تمت 'سريعا وبشكل محترف'، مشددا على أن القوات العاجية هي التي نفذتها دون سواها، وذلك بعد أن ترددت أنباء عن أن القوات الفرنسية هي التي نفذتها، واضاف أن 'الكابوس انتهى بالنسبة الى سكان ساحل العاج، غباغبو معتقل حاليا في مكان آمن في انتظار المراحل الأخرى لمثوله أمام القضاء'.

كلينتون

وعلقت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس على التطورات بالقول إن اعتقال غباغبو 'يوجه رسالة قوية الى الحكام الدكتاتوريين'، مفادها أن عليهم 'عدم تجاهل' أصوات شعوبهم التي تطالب بانتخابات حرة وعادلة.
ويأتي اعتقال غباغبو بعد ضربات مستمرة واصلتها الأمم المتحدة في ساحل العاج وقوة 'ليكورن' الفرنسية على المقر الذي تحصن فيه غباغبو رافضا الاستسلام، وبعد أزمة دامية تلت الانتخابات في ساحل العاج واستمرت أكثر من أربعة أشهر.
وقال المتحدث باسم المهمة الدولية حمادون توريه إن هذه الضربات تمت 'للقضاء على الأسلحة الثقيلة' في محيط المقر الرئاسي ومقر غباغبو وفي عدد من المعسكرات.
واوضح توريه: 'استأنفنا العملية الرامية الى القضاء على الأسلحة الثقيلة اينما كانت، وقامت مهمة الأمم المتحدة وقوات ليكورن بقصف أهداف في عدة مواقع، لاسيما عند مشارف القصر الرئاسي وفي جوار المقر الرئاسي'، مشيرا الى أن القصف استهدف أيضا 'المعسكرات التي كشفت عمليات الاستطلاع عن وجود أسلحة ثقيلة فيها'.
ومضى المتحدث قائلا: 'لاحظنا خلال الأيام الثلاثة أو الأربعة الأخيرة استخدام هذه الأسلحة الثقيلة ضد السكان المدنيين والقوات الدولية، واستمرت عمليات إطلاق النار على مقر مهمة الأمم المتحدة، ما يحتم الرد لحماية السكان المدنيين بموجب تفويضنا'.
وقال شاهد عيان إن المعارك لم تشمل المحيط المباشر لمقر غباغبو، بل دارت في منطقة تقع بين التلفزيون الحكومي وكلية الدرك، وهما معقلان آخران للرئيس المنتهية ولايته في حي كوكودي شمال أبيدجان حيث مقره. كما سمع دوي انفجارات قوية في حي القصر الرئاسي.
واتهم معسكر غباغبو فرنسا بالسعي 'إلى قتله'، بينما اعلن وتارا أنه طلب من الأمم المتحدة 'القضاء على الاسلحة الثقيلة' التي بحوزة غباغبو.
(ساحل العاج - أ ف ب، أ ب، رويترز)


غباغبو وزوجته بعد اعتقالهما في أبيدجان أمس (رويترز، أ ف ب)